نــــــــهــــــــايـــــــــة
********************
ابتعد من أمامه فى سرعة
عينيه تتابعانه وهويهرب مختفيا ً وراء البناية ..
إنه يراقبه جيداً دون أن يملك فعل أى شئ فيغمض عينيه
يغمض عينيه وينتظر النهاية
******************
إنه يدرك أن الشمس ستشرق فى موعدها غدا ً
الأرض ستظل تدور حولها بنفس المعدل
و تدور حول نفسها أيضا ً كما جرت العادة
يدرك أن القمر سيصبح بدرا ً فى الليلة القادمة
وأن ملايين النجوم ستندثر وأخرى ستولد
كواكب تنهار وأخرى تنشأ
منظومة يدركها ويعرفها جيدا ً
إنه الكون المكون من مجرات ونجوم و كواكب ..
بل وثقوب سوداء أيضا ً
منظومة أبدعها الخالق
وكوناً لا يعرف أحداً نهايته إلا من أبدعه وخلقه
لكنه وبالرغم من كل هذا فهو يدرك أنها النهايه.. نهايته وحده
*********************
لا يعلم كيف ظلّت لديه القدره كى يراقبه و يتابعه بعينيه وهو يهرب فى سرعة و يدخل فى أول منعطف يقابله
ثم يريح ظهره على أقرب حائط
ويفتح حافظة النقود ليرى ما بداخلها
يداه ترتجف فى رعب فهى أول مرة يفعلها ولكنه يعرف أنها لن تكون الأخيرة
يبحث ليرى متعلقات شخصية لصاحب الحافظة
اسمه أحمد صفوت و يعمل فى وكالة ناسا
ولكن لا يهم
المهم النقود
أين النقود ؟
هذا مادار بخلده ، لا بد وأنه يلعن حظه العاثر الذى جعله يصطدم بى فى ليلة كهذه
الحافظة خالية كما قال له ذلك العربى لكنه لم يصدقه
يلعن ذلك الحظ التعس الذى جعله يقع فى ذلك العربى المفلس الذى لا يحمل نقود
لا يعلم لم ً يشغل باله بما يقول أو بما يفكر بقوله و هو يشهد النهايه .. نهايته ، لم يستطع منع نفسه من التفكير فيما يقول :
- تبا ً لهؤلاء العرب ..إرهابيون وكذلك مفلسون
- إذا ً فهو يستحق ما فعلته به هذا المفلس
- يا لحظى التعس !
يلقى بالحافظة ويواصل الهرب مفكراً فى وسيلة جديدة للحصول على نقود
ابتسم ابتسامه باهته و قد ارتاح فكره إلى أن هذا حتماً ما قد دار بخلد السارق ، ابتسم و لكنه مازال منتظرا ً ..
يعلم أن انتظاره لن يفيده
النهاية قادمة
يعرف أن الندم لن يفيد
يعرف أن لو لن تفيد
يعرف أن الله قدر له ذلك ولابد له أن يرضى
يعود بذاكرته لساعات
عندما قرر النزول من غرفته بالفندق
نصحه زملاؤه بعدم النزول ليلا ً
لكنه عنيد
ترك النقود والهاتف الخلوى حتى لا يجد أحد الزنوج ما يسرقه فيتركه وشأنه
لكنه أدرك أنه مخطئا ً
يدرك من ذلك الجرح الذى ينزف
وحيداً فى شارع مظلم
الساعة تتجاوز الثالثة بعد منتصف الليل
النهاية قادمة
والدماء تنزف منه فى غزاره
ودموع الندم تملأ عينيه
يستسلم لمصيره
مدركا ً أن النهاية قادمة
يدرك أن الشمس ستشرق بعد قليل
والأرض ستظل تدور حول نفسها
والقمر سيصبح بدرا ً فى الليلة القادمة
لكنه لن يكون موجودا ً ليرى ذلك
لن يكون هنا ليرى ويسمع ويعرف
يرى أنها نهاية الكون ...بالنسبة له
الدماء تسيل والدموع معها
والحياة تذهب ...والرؤية تصير ظلاما ً
************
تمت بحمد الله
************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق